تخطي حدود الفضاء: بلو أوريجين تدفع أصغر امرأة لتسجيل لحظة تاريخية في رحلة الفضاء الخاصة

في لحظة تاريخية للفضاء الخاص، أطلقت بلو أوريجين، شركة الطيران الفضائي التي أسسها جيف بيزوس، بنجاح رحلتها الرابعة المأهولة إلى الفضاء، حاملة أصغر امرأة على متنها إلى ما وراء خط كارمان، الحد المعترف به دوليًا للفضاء الخارجي. هذه الرحلة المذهلة، التي عُرفت باسم “NS-18″، فتحت آفاقًا جديدة للطيران الفضائي وألهمت الجيل القادم من رواد الفضاء.

انطلاق الرحلة

بدأت رحلة “NS-18” في 4 يونيو 2022، من منصة إطلاق بلو أوريجين في غرب تكساس. كان على متن الكبسولة “نيو شيبارد” أربعة أفراد من طاقم المهمة: أوليفيا هايس أبليباي، أصغر امرأة تطير إلى الفضاء بعمر 20 عامًا، وإيكه هورنستوك، رائد فضاء تجاري هولندي سابق، وكاتي جرو، رائدة فضاء مواطنة، وجيف بيزوس مؤسس بلو أوريجين.

رحلة مدارية قصيرة

بعد الإقلاع، صعدت الكبسولة بسرعة إلى السماء، مدفوعةً بمحركاتها الصاروخية القوية. في غضون دقائق، وصلت إلى ارتفاع أكثر من 100 كيلومتر (62 ميلًا)، حيث عَبَرَت خط كارمان ودخلت الفضاء الخارجي. في تلك اللحظة التاريخية، أصبحت هايس أبليباي أصغر امرأة على الإطلاق تضع قدمًا في الفضاء.

انعدام الوزن والإبهار

داخل الكبسولة، عانى رواد الفضاء من انعدام الوزن لمدة بضع دقائق، حيث طافوا بحرية داخل المقصورة. استمتع الطاقم بإطلالات مذهلة على الأرض من نوافذ الكبسولة، معجبين بمنظر الكوكب الأزرق من الفضاء.

العودة إلى الأرض

بعد قضاء حوالي 11 دقيقة في الفضاء، عادت الكبسولة “نيو شيبارد” إلى الأرض. دخلت الغلاف الجوي بسرعة عالية، محمية بدرع حراري متين. وبفضل مظلاتها، هبطت الكبسولة بسلام في الصحراء الغربية بتكساس، منهيةً رحلة “NS-18” التاريخية بنجاح.

التأثير التاريخي

لقد شكلت رحلة “NS-18” لحظة فارقة في تاريخ الفضاء الخاص. لقد أظهرت أن السفر إلى الفضاء أصبح أكثر سهولة بفضل التطورات التكنولوجية وجهود الشركات مثل بلو أوريجين. كما أنها سلطت الضوء على الدور المتزايد للنساء في مجال استكشاف الفضاء، حيث أصبحت أوليفيا هايس أبليباي ملهمة للفتيات والنساء في كل مكان.

الخطوة التالية

تخطط بلو أوريجين لمواصلة رحلاتها المأهولة إلى الفضاء، حيث من المقرر أن تنطلق رحلتها القادمة في أواخر عام 2022. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الشركة على تطوير مركبة فضائية جديدة قابلة لإعادة الاستخدام تسمى “نيو جلين”، والتي من المتوقع أن تحمل رواد فضاء إلى مدارات أعلى في المستقبل.

لقد غيّرت رحلة “NS-18” عالم الفضاء للأبد. أظهرت أن السفر إلى الفضاء لم يعد مقتصراً على رواد الفضاء المدربين تدريباً عالياً، وأن النساء يمكن أن يلعبن دوراً رئيسياً في استكشاف الفضاء. مع استمرار بلو أوريجين وشركات الفضاء الخاصة الأخرى في دفع حدود السفر الفضائي، يمكننا أن نتوقع المزيد من اللحظات التاريخية والإنجازات الملهمة في السنوات القادمة.