وداعاً عملاقي التكنولوجيا” آبل ومايكروسوفت يعتزلان مجلس إدارة OpenAI
في مفاجأة هزت عالم الذكاء الاصطناعي، أعلنت كل من آبل ومايكروسوفت عن انسحابهما من مجلس إدارة OpenAI، المنظمة البحثية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من التعاون الوثيق بين الشركات الثلاث، ما أثار تساؤلات حول مستقبل OpenAI ودور الشركات الكبرى في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
رحلة مشتركة
نشأت OpenAI في عام 2015 كمبادرة غير ربحية تهدف إلى الترويج للذكاء الاصطناعي الآمن والمفيد للبشرية جمعاء. وسرعان ما جذبت المنظمة اهتمامًا كبيرًا من كبار شركات التكنولوجيا، بما في ذلك آبل ومايكروسوفت، اللتان انضمتا إلى مجلس إدارة OpenAI في عامي 2019 و 2021 على التوالي.
خلال فترة عضويتهما في مجلس إدارة OpenAI، قدمت كل من آبل ومايكروسوفت دعمًا ماليًا وخبرات تقنية هامة للمؤسسة. وساهمت الشركات الثلاث في تمويل أبحاث OpenAI حول مواضيع مثل التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية والرؤية الحاسوبية. كما تعاونت الشركات على تطوير منصات مفتوحة المصدر لأدوات الذكاء الاصطناعي، مما سهل على الباحثين والمطورين الوصول إلى هذه التقنيات واستخدامها.
دوافع الانسحاب
لم تفصح كل من آبل ومايكروسوفت عن أسباب انسحابهما من مجلس إدارة OpenAI بشكل مفصل.
ومع ذلك، تشير بعض التكهنات إلى أن الانسحاب قد يكون ناتجًا عن اختلافات في الرؤى حول مستقبل الذكاء الاصطناعي.
فبينما تركز OpenAI على ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي، تتعرض الشركات الكبرى لضغوط لتحقيق أرباح من تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات لا تتماشى مع أهداف OpenAI.
بالإضافة إلى ذلك،
قد يكون الانسحاب مدفوعًا أيضًا بالمخاوف بشأن المنافسة.
فمع استمرار الشركات الكبرى في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها،
قد تكون قلقة من مشاركة أسرارها التجارية مع OpenAI،
مما قد يفيد منافسيها.
ما هو مستقبل OpenAI؟
يُتوقع أن يكون لانسحاب آبل ومايكروسوفت من OpenAI تأثيرًا كبيرًا على المنظمة.
فقد تفقد OpenAI مصدرًا هامًا من التمويل والخبرة التقنية.
ومع ذلك،
يعتقد بعض المراقبين أن الانسحاب قد يمنح OpenAI مزيدًا من الاستقلالية
ويمكّنها من التركيز بشكل أكبر على أهدافها البحثية دون ضغوط من الشركات الكبرى.
يُعد انسحاب آبل ومايكروسوفت من OpenAI علامة فارقة في تاريخ تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان هذا الانسحاب سيعيق تقدم OpenAI أو سيمنحها فرصة للتركيز على أهدافها بشكل أفضل.
ومع ذلك،
فإن هذا الانسحاب يُسلط الضوء على التحديات الأخلاقية والاقتصادية التي تواجه تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي،
وهو نقاش من المتوقع أن يستمر في السنوات القادمة.