ما هي أعمال الرسول بعد الهجرة .. المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
بعد أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة فيما يعرف بالهجرة النبوية، قام بأعمال عديدة فيها منها المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وتشييد المساجد، وفي مقالنا نعرض لكم أعمال الرسول بعد الهجرة، ومن خلال موقع منصتك سوف نعرض لكم أعمال الرسول بعد الهجرة إلى المدينة.
تشييد المساجد
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بتشييد المسجد النبوي الشريف، فعند وصوله إلى المدينة المنورة مكثت ناقته وبركت في أرض ملك لفردين، ثم أنتقل إلى بيت أبي أيوب الأنصار رضي الله عنه وجلس فيه، وطلب من الصحاب القيام بتشييد مسجد في نفس المكان الذي مكثت فيه ناقته، وطلب الرسول صلى الله عليه وسلم شراء الأرض من أصحابها حتى يقوم بتشييد المسجد عليها، وكانت ملك لأيتام من بنو النجارة، ومالكي الأرض لم يريدوا أخذ ثمن الأرض بل أرادوا وهبها إلى الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم
وورد عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: (ثُمَّ إنَّه أمَرَ ببِناءِ المَسْجِدِ، فأرْسَلَ إلى مَلَإِ بَنِي النَّجَّارِ فَجاؤُوا، فقالَ: يا بَنِي النَّجَّارِ ثامِنُونِي حائِطَكُمْ هذا، فقالوا لا واللَّهِ، لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إلَّا إلى اللَّهِ)، ولكن الرسول رضي لم يأخذ الأرض دون دفع ثمنها، وأعطاهم إياه، ثم طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه أن يقوموا بتقطيع النخل واستخدامه في تشييد المسجد، وأقيم المسجد في أربعة عشر يومًا وشارك الجميع في تشييده، وقد روي عن عروة بن الزبير رحمة الله: (وطَفِقَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَنْقُلُ معهُمُ اللَّبِنَ في بُنْيانِهِ ويقولُ، وهو يَنْقُلُ اللَّبِنَ: هذا الحِمالُ لا حِمالَ خَيْبَرْ، هذا أبَرُّ رَبَّنا وأَطْهَرْ، ويقولُ: اللَّهُمَّ إنَّ الأجْرَ أجْرُ الآخِرَهْ، فارْحَمِ الأنْصارَ والمُهاجِرَهْ).
اقرأ أيضًا:نبذة عن محمد مهدي الجواهري وما الأعمال التي قام بها
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
الرسول صلى الله عليه وسلم كان يهتم بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وكان هذا عمل غير مسبوق، وقام بالمساواة بينهم، وساوى بينهم في العديد من الأمور مثل المسكن، والملبس، والميراث، وذلك قبل أن يقول الله تعالى أن الميراث لا يجوز إلا لذوى الأرحام، و قد شهد الله عز وجل لهم في القرآن الكريم بذلك، حيث قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (قالتِ الأنْصَارُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْسِمْ بيْنَنَا وبيْنَ إخْوَانِنَا النَّخِيلَ)، فقال🙁 تَكْفُونَا المَئُونَةَ ونُشْرِكْكُمْ في الثَّمَرَةِ، قالوا: سَمِعْنَا وأَطَعْنَا).
اقرأ أيضًا:ماذا قال الرسول عن قبيلة حرب؟ وما هو نسب قبيلة حرب؟
كتابة وثيقة المدينة
الرسول صلى الله عليه وسلم قام بكتابة وثيقة بين المهاجرين والأنصار (أهل المدينة) وبين اليهود، وقال بن اسحاق رحمه الله: (وكتب رسول الله كتاباً بين المهاجرين والأنصار، وادَعَ فيه يهود وعاهدهم، وأقرّهم على دينهم وأموالهم، وشرط لهم واشترط عليهم)، هذه الوثيقة كانت قد كتبت قبل غزوة بدر الكبرى، وهي تحتوي على معاهدة بيت الذي اليهود والذين يسكنون في الدنيا والمسلمين أيضًا، وهي تنص على تنظيم العلاقة بين أفراد المجتمع الذي يسكن في المدينة المنورة، وهي مثل سلطة قضائية بين النبي صلى الله عليه وسلم، وكل من قام بالتوقيع على هذه الوثيقة، والوثيقة تشتمل على أربعة وعشرين شرط.
اقرأ أيضًا:أجمل اسئلة دينية عن الانبياء
وإلى هنا نصل إلى نهاية مقالنا الذي عرضنا فيه أعمال النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بعد هجرته من مكة المكرمة، أن الأسس الثلاثة التي أقامها الرسول كانت تشيد المساجد والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، ووثيقة المدينة.