انطفاء الإنترنت.. اشتعال الاحتجاجات طلاب بنغلاديش يواجهون القمع الرقمي
يشهدُ العالمُ هذه الأيامَ ثورةً طلابيةً عارمةً في بنغلاديش، تُطالبُ بتغييرٍ جذريٍّ في نظامِ التوظيفِ الحكوميّ. لكنْ سرعانَ ما واجهَ الطلابُ قمعًا من نوعٍ جديدٍ لم يكنْ في الحسبان: قطعُ الإنترنتِ شبهِ الكاملِ في جميع أنحاءِ البلاد.
ففي محاولةٍ يائسةٍ لكبحِ جماحِ الاحتجاجاتِ، عمدتْ حكومةُ بنغلاديش إلى قطعِ خدمةِ الإنترنتِ عن غالبيةِ مناطقِ البلاد. وبحسبِ بعضِ التقديرات، فقد وصلتْ نسبةُ انقطاعِ الإنترنتِ إلى أكثرَ من 90%، ممّا أدّى إلى شلٍّ شبهٍ تامٍّ للحياةِ اليوميةِ والتواصلِ بينَ الناس.
ولكنْ لم تفلحْ هذهِ المحاولةُ في إخمادِ نارِ الاحتجاجاتِ، بلْ زادتْ من حدّةِ الغضبِ والاستياءِ في صفوفِ الطلابِ. فقد عبّرَ العديدُ منهم عن شعورِهم بالاختناقِ بسببِ قطعِ الإنترنتِ، واعتبروا ذلكَ محاولةً من قبلِ الحكومةِ لمنعِهم من التعبيرِ عن آرائهم والتواصلِ مع بعضهم البعض.
لا تزالُ الاحتجاجاتُ الطلابيةُ في بنغلاديش مستمرةً، على الرغمِ من محاولاتِ الحكومةِ لقمعِها. وتُعدّ هذهِ الاحتجاجاتُ بمثابةِ اختبارٍ حقيقيٍّ لالتزامِ الحكومةِ بالديمقراطيةِ وحقوقِ الإنسانِ. فهل ستتمكنُ الحكومةُ من احتواءِ هذهِ الاحتجاجاتِ دونَ اللجوءِ إلى المزيدِ من القمعِ؟ أمْ أنّ هذهِ الاحتجاجاتِ ستُؤدّي إلى إحداثِ تغييرٍ حقيقيٍّ في بنغلاديش؟